نشـيد : غـرّد العُصفور
د. فـايـز ابـو الــكا س
غرّد العصفورُ لحنـًا
في رياض ِ الياسَمين ِ
ثم فاضَ الحَـوْرُ دمعًـا
مِن جـَوى اللحن ِالحَزين ِ
و اشتكى زهرُ الخُـزامى
ذاكرًا عِطـرَ السّـِنيـن ِ
* *
أيها العصفورُ مـَهْـلا ً
ما الذي يُـبكيكَ قـُل لي
هل تـُرى فارَقـْتَ خِلا ً
أم أتى وقـتُ التـَجـَلـّي
تنثـُرُ الأنغـامَ دُرّ ًا
من صدى عـشـق ٍٍ مـُذ ِلّ ِ
* *
قالت ِ الأغصانُ دعـْه ُ
يَعزفُ الأنغــامَ سِحْـرا
دعْـهُ يرثي دفءَ عـُشّ ٍ
قبـْل أن يرحَـلَ فـَجْرا
جارحَاتُ الطير ِ حـَلـَّتْ
قد مَـلـَتْ برّ ًا و بَحـْرا
* *
أيـّها الخائـفُ أقـْبـِلْ
إنّ في أرضِـيَ د ُغـْلا
هات ِ أفراخَـكَ أهـْلا ً
في الذ ّ ُرى نـَبنـي مَـحـَلا ّ
نشـربُ المـاءَ سـَـوِيـّــًا
من شـِفـاه ِ الورد ِ طـَلا ّ
* *
أطـْرقَ العصفورُ حـُزنـًا
مُـبـْديًا جـُلَّ الخـُشـوع ِ
قال إنـّي طيـرُ غاب ٍ
لم ْ أ َذ ُقْ طـعْمَ الخـُنـُوع ِ
إِنْ أ ُغادِرْ سـاحَ عُشـّـِي
يَبـْقَ في قلبـي وَلـُـوعِـي
* *
تحتَ ذي العُـشّ ِ نـُهيـْرٌ
يسكـُبُ الماءَ الزّ ُلالا
غـُصنـُه النادي كفـَاني
مِـنـْهُ أرزاقـًا حـَلالا
لو تركتُ العُـشّ كـَرْهـًا
تغـدو أيامي مـُحَــالا
* *
في رَحيلي ذبح ُ قلبي
كيف أقتـاتُ الضَّيـاعا
رَبّ ِ شــاعَ الـقـتـْل ُحَولي
صار أفراخي جـِيـاعا
سامحيني يا ريـاضي
إنْ تبنـّيـْتُ الوَداعــا
* *
لستُ أدري عن مصيري
خلـْف أسـلاك الحُـدود ِ
هل يعودُ الفرخُ يومًا
نحوَ بستـان الوُرود ِ
يزرعُ التاريـخ َ كي لا
يـَمـَّحـي مـَجـْدُ الجُـدود ِ
* *
لن يُضاهي قشَّ عـُشـّـِي
مَسكـِن ٌ في الأرض لاحَـا
أ َحتسـي المُرَّ بـِصـَبـْري
أرتـدي الـذ ُلّ و ِشـَـاحا
لا ! فإني غيـرُ مـاض ٍ
فاثـْْْْْْخِـنـوا صدري جـِراحـا
* *
سوف أنـْضُو الظـُلم َعنـّي
بعـْدَ أنْ قلَّ احتمـالي
يا طـُيورَ الشـّر ّ هيـّا
إنـّنـي أهـلُ النـّـزال ِ
مِخْـلـَبـي لا زالَ صـَلـْدًا
فانظـُروا هَـوْل َ الفـِعَـال ِ
====================