تمثيليــة
للأطفــال
(فسـاد)
المكان
: دُغـلة أفريقية مظلمة قليلا .
الزمان
:عصر يوم صيفي من عام 444 حسب تقويم الغابة .
القاطنـون
: ( ملك الغابة) ، الثعلب (مرافق برتبة وزير) ، الذئب(وكيل تموين) ، الدب (خازن) ،
كلب الحراسة ، كلاب و ضباع و
قرود كل منهم يقوم بواجب ٍ
ارتآه لـه الملك .
(ملك الغابة غير راض عن أوضاع الغابة التي كثر فيها فساد
المتنفذين.
يتقدم مختالا ً في
مشيته يتبعه الثعلب)
ملك الغابة
: مالي
أراكم مهملين القيصَرا : هل لي بعذر ٍ
شارح ٍ ما قد جرى ؟
كلب
الحراسة : ( يهـز ذنبه ) مرحبْ هـَلا ( ياسيدي !) مرحبْ هـَلا !
الثعلب: يا صاحبَ المـُلك ِ الذي : ذلـّتْ لـه ُ أ ُسـْد ُ الشَـرى
كـُـل ّ ٌ يفي في وعــده ِ :
ولعـهـده ِ الكـُل ّ ُ انـْبرى
ملك الغابة : (ملتفتـًا إلى الثعلب) لا تعتذر ياثعلبُ : أنت الملـوم ُ الأولُ !
الثعلب: جـَلَّ المقام ُ الأمثل ُ : لا
أستــطيــ ..... ؟
ملك الغابة
: ( مقاطِعـًا)
إذهب إذنْ نحو الغديرْ: أحضر لي الدبَّ
الكبيرْ .
الثعلب : ( يفكـر في كرسيـّه) سمعًا و طاعة ْ : سيدي ! لكن...م
ََ..م ََ .. !
من سيعمل ُ مخلصــًا في مـَنصِبي
؟
ملك الغابة
: ( يـُقعي متمتـمـًا
، يحك ُّ رأسه برجله )
سحقـًا لهذا الثعلب ُ: حلو اللسان ماكرٌُ : في
ذيلـه قد يلعـَب ُ
الثعلب: (خائفـًا ) ما
خطبـُكم ياحاميًا ديارَنا : ما شأننا و الدبُّ وحـش ٌ عارَنا ؟
(يذهب الثعلب و يبقى الملك وحده في المكان... يستطلع ُالملك وجار
الثعلب فيرى الريشَ والعظم قد ملأ
المكان و يرى ثلاثَ بطــّات ٍ في
قفص ٍ كبير )
ملك الغابة: ( بصوت منخفض)
إم
م م م !... أيها الفاسـد ! ( يصلُ الدبُّ و
الثعلب )
الدب : أبا
الحارث !
الدب ُّ في عرينـِكـُـمْ : منـهُ السـلام ُ العاطـِر ُ
الثعلب: ( هاتفـًا)
عاش الزئير ُ الهادرُ : عاشِ القويُّ النادرُ !
ملك الغابة
: أبا جهينة !
ماذا جمعـْتـُم من عسَـل :
أحضِـره ُ فـَورًا بالعـجَـل
الدب: سيدي أبا الحارث !
النحل في الغابات قـَل : مستهلكـًًا كل العسل .
ملك الغابة
: هل تعني أن النحل قد : أصابه بعض
الكسـل ؟
الدب : والشمع أيضًا سيدي : يأكلـُه ُ جيش ُ النمـل .
ملك الغابة
: إم م م.... ! نادوا لي الذئب !
الثعلب : الذئبُ آت ٍ سيدي : تبـّـًا
له من عــائد ِ .
ملك الغابة
: أبا كاسب !
ماهذه الأخبارُ عن صيد ِ الظـّـِبى
: هل شح ّ صيد ٌ في أراضي الغابة ِ ؟
الذئب: أطـْـوي
الليالي جائعـًا من حسـرتي : والضبع ُ قد أفنى
كثيـرًا هيبتي !
(يغضب الملك).....
ملك الغابة
: نادوا
الكلاب ْ ! هاتوا القرود ْ ! أين الضباع ْ ؟ أين السباع ْ؟
في غابتي
أشكو الضياع ْ!
( يتمتم
ناظرًا نحو الذئب)...
يا
أيها المحتـالُ تشكـو قلـة ً : واللحـمُ في الأنيـاب يبـدو والد ِّمـا !
تقضي الليالي نائمًا من تـُخمة ٍ : لم ينـج ُ من
شِدقيك َطيرٌ في السّمـا !
(تأتي حيوانات الغابة من كل صوب و تجتمع تحت ظل شجرة كبيرة
اعتادت أن تتجمع بها من أجل التشاور... يقف الملك
باديـًا عليه الغضب )
ملك الغابة
: عهدي بكم في غابتى رمزُ الوفا : مالي أراكم قد
فسـدتم ْ.. وكفى !
تبغون عـزًا باقتناص الفرصة ِ : تسعون دومًـا في
خراب الغابـة ِ !
لستم بأهـلي من غــد ٍلا بلْ ولا : كنتـُم بأرضـي
نائلـيّ الفـزْعَـــــة ِ
الثعلب: عاش العظيم ُالعارفُ : عاش الشجـاع ُ الكاشفُ !
ملك الغابة
: يا أيها المحتال قـُم ْ: انـج ُ بذيلك َ واستقـم ْ .
(تتفرق الحيوانات ناقمة ً و تبدأ منذ تلك اللحظة بالمؤامرات ضد
نظام الغابة
التي يسودها الملك وهناك من يقول إنهم أسموا
أنفسـهم ....) .
الملك : ( بصوت منخفض)
ياأيها الدبُّ الكبير : تشكو
وقد كنتَ الفشــَـل
تطوي الليالي جائعا : و البطنُ
محشــُو ٌّعسل ؟
حتى
القرودُ الماجنة ْ : من قلة ٍ تشكو العـِلـل !
و
الموزُ في أشجارها : من كثرة ٍ يبدي الكسَل
.
و أنتم أيها الذئاب ُ الجشـعة !
تدْعونَ دومـًا للتـُّـقى : وأنتـم ُ أهــلُ الخـَـلـَل !
لن تسكنوا في غابتي : فالسهل
لي حتى الجبل .
أمـّا أنتـم يا ضِباع فليس لكم بعد اليوم أنْ ... !
تـُخفوا
في الغار ِالجـِيـَف : و تد َّعوا جـوعًا حصَــلْ
لنْ تبقـوا يومـًا واحــدا : سـُحقَا
لـكم ْ أهـلَ الحِـيـَـل
وما زال الملك حتى هذه الساعة
يبحث عن حيوانات أمينة تساعده في إدارة شؤون الغابة .
و في لائحتـه الجديدة : ابن آوى ، النمـر ، الغوريلا ، الفيل ، اللبؤة (للكوتا) ،
الفهـد ، الخنزيرالبري....
***************************