الأربعاء، 10 يوليو 2013

طبيعة















 
طبيعة

د.فايز ابو الـكا س


يا بَني الإنســان ِ هيـّـا    نحو أحضـان الطبيعـة ْ
وانـْهَـلـُوا الحُـبَّ  كـُـؤوسًا  إنـَّمـا أنـْتـُم  وديـعَــة ْ

كلُّ مافي الكـَوْن ِعَوْن ٌ واشـتـِراكٌ  في الــوَدَادْ
لكـِن ِ الإنســانُ يأ ْبـَى   و يـُغالي في العـِنــــادْ
 
كلما صـاحَ  الأقـَاحُ   و اشتـَكى  جَـوْرَ الريــاحْ
أطرقَ  العصفورُ حُزنـًا   ناشـر ًا ريشَ الجناحْ

كلما عـَافَ الفـَـراشُ   عـِطـْرَ أزهــار ِالخميـلة ْ
أعلنَ  النحـْـلُ  حِــدادًا    في  خلايــاه الجميـلة ْ

كلما ناحَ الـحـَمامُ     فـوقَ  هاتيــكَ  الغـُصُـونْ
رَدَّدَ  الشّـُحرورُ لحنـًا  واكتسـى ثوبَ الشـّـُجُونْ 

كلما طـــارَ الإوزّ ُ    قـافـِـلا ً نحـْوَ  الشمَــــالْ
قالـت ِ الغـُـدْرانُ  آه ٍ  إنـّـنـا  نرجـُـو الوصَـالْ

كلما ودَّع  نـَهـْرٌ  سـِحْرَ رقـْصاتِ الزّ ُهـُـورْ
مالـَت ِ الأزهـارُ شـوقـًا  ثم فاحتْ بالعُطـُـورْ

كلما احمَـرَّتْ بحُـزن ٍ  عينـُها شمسُ المَغيبْ
بلـَّـلَ  البــدْرُ جُـفـُونـًا  حائـرًا مـاذا يُـجـيــبْ

كلمـا استنفـرَ بـَرْقٌ   في ظلام ِ الليـْل ِ خـِلا َّ
نشـَـجَ  الرَعْـدُ و لـَبـَّى   قائـِلا ً لنْ  أتـَخـَلـَّـى

                 ********

أ ُنـظـُروا كيف الرياضُ  أهـدت ِالنحـْلات ِ وردة ْ
سبـَّـحَ النـحْـلُ  بـِحـَـمْد ٍ   شـــاكـِرًا  للــهِ وحـْــدَهْ

ظلـَّلَ الصَّخـْرُ الأصـَمّ ُ   نبتـَة ً تخشـى الضيــاءْ
و وَ قاهـا حرَّ شمـس ٍ    طـالِبًـا عـفـْـوَ السَّـمَــاءْ

لو عَلـِمْنـا سِــرَّخـَلـْق ٍ   طـالَ آيــات ِ الـوُجـُـودْ
ما خـَطـا الظـالـِمُ مـِنـَّا   خُطوَة ً عـَبْـرَ الحـُـدودْ

هل ْعلـِمـْنا سِـرَّ ليل ٍ  إذ ْ سَجَـا الليـْـلُ وعَـسـْعـَسْ
هل ذكـَرنا اللـه جهـْرًا عندمــا الصّـُبحُ تـَنـَفـَّــسْ 

قـدْ جـَهــِلـْنا يا رفاقي    إنـَّنــا نـَحـتــاجُ دَرْسَــــا
حينَ أغفلـْنـا البـَوادي  و قـبـِلـْنـا البيـْتَ حَــبـْسـَـا

صَاح ِ فاخـْرُجْ من حـِماكَ و التـَمـِسْ أرضَ اليَبـابْ
حـالـِمٌ ليـْلُ الصحـارَى  آسـِــرٌ سـَيْــرُ السَّـــرابْ

إنهــا الآلاءُ تـرْقــَى    فـوق تفكيـــر الأنــَامْ
يَسْـطـَعُ  النجمُ  ضيـاءً   كلما اشتــدَّ الظـلامْ

كم وليـد ٍ قد تبـنـَّتْ   ريــمُ غـُــزلان ِالفـــلاة ْ
بينما الإنسانُ  يَنـْضـُو  عنهُ أسبـابَ النـَّجـَاة ْ   


هل نـَخَـالُ الكـُرْه َطبعـًا  من طِباع الكِبْرياءْ
يَـرْزُقُ اللـهُ المـُحـِبَّ  ثم يـَجْـزي في العَطـاءْ

هذه الدنيـــا ابتـِلاءٌ   و بها  النـَّاسُ  ضُيــوفْ
فاجْعلوا الحُبّ شعارًا  وافهمُوامَغزى الحُروفْ