الخميس، 5 سبتمبر 2013

الوردة
















الوردة

في هدأة صبح ٍ نديّ ٍ باكر ٍ لليلة ٍ من ليالي شهر أيلول .. تدلـّت  من غصنها وردة ٌ
لم ألاحظ وجودها في الأمس . أثارت تلك الوردة فضولي ،  فشهر أيلول لا يتفتـّح
فيه الورد في حديقتي على الأغلب . تأملتـُها فعرفت ُ أنها  قد تفتحت في الهزيع الأخير من الليلة الفائتة حين كنتً ساهرًا في الشـُرفة .

ما سرّ هذه الوردة  ؟ و ماذا يعني انطلاقها نحو الحياة و النـّـُور في أواخر الصيف
و أوائل الخريف ؟ اقتربتُ منها و نظرتُ في مُحيـّاها مَليـّـًا .. و عند ذلك عرفتُ
بأن العينَ لا ترى حقائق الأشياء  و إنما هو الإدراك !! فلقد زاغ  بعدها مني البصر و رحتُ أرى الأشياء بعين بصيرتي !

أغمضتُ عينيّ ! فلم يكن لي فيهما في تلك اللحظة حاجة ، و رحتُ استعرض تاريخ
تلكَ  الشُجيرة من الورد ..أذكر أنّ عمرها خمس سنوات و أنني أحضرتها من مشتل ٍ
للورود حيث اخترتها من بين عشرات الشجيرات ، أو فلنقـُلْ بأنّ الصدفة قد حدتْ
بها لتكون من ورود حديقتي .

في نيسانَ من كل عام ، تصبح تلك الشجيرة كتلة ً من الورود يغيب من حولها ألق
الأزهار الأخرى . كانت مليكة الأزهار في حديقتي .. قد أستطيع أن أصف لونها
و لكنني لا أستطيع أن أصف عطرها و هل من بشر ٍ يستطيع أن يصف عطر وردة
من الورود أو طعم فاكهـة من الفواكه ؟

صحوتُ من غفلتي و رحتُ أنظرُ الآن إلى الوردة بعين بصري لا بعين بصيرتي،
فرأيتُ حبـّاتِ الندى قد اختبـأتْ بين أجفانها فمددتُ يدي و أمسكتُ بـِعُـودهـا برفق ٍ
و حنان . شعرَت الوردة ُبارتجاف يدي فتساقطتْ حباتُ الندى من بين أجفانها
فعرفتُ أنها تبكي نفسـها أو ربما تبكي نيسانهـا !