-1- الشاحنـة
كان يقود دراجتـه الناريـّة بسرعة جنونية في
طريق ٍ جميل بين الأشجار
ينحدر بشدة نحو الوديان القريبة ، و كانت
صديقته تركب خلفه .
و عندما تزايدت سرعة الدراجة لم تستطع الفتاة
تحمـّل الموقف ،
فطلبت منه أن يخفف سرعة الدراجة إلا أنه قال
لها : "لا تخافي فأنا
أشعر بالفرح لوجودك معي ! تمسـّكي بي جيدا واحضنيني " !
فتمسّكت به و
احتضنته .. ثم قال لها : "قولي لي
أنا أحبـّـُك "!
فقالت له :"أنا أحبـّـُك .. ولكن خفف
السرعة ، أرجوك " !
و بعد ذلك قال لها :"ما رأيك لو خلعت ِ خوذتي
و لبستيـها ، إنها تضايقني "!
أخذت الفتاة الخوذة الواقية عن رأس صديقها و
لبستهـا .
وفي اليوم التالي كانت عناوين الصحف تتحدث عن
اصطدام دراجة نارية
مسرعة يركبها شخصان بشاحنة و قد نجا منهما
شخص واحد كان مرتديا
على رأسه الخوذة الواقية !
(..أدرك الفتى في بداية المنحدر أنّ فرامل الدرّاجة لم تعد تعمل ولم
يشـأ أن يخيف صديقته فطلب منها أن تحتضنه و
تقول له (أحبـّـُك ) للمرّة
الأخيرة ثم طلب منها أن تلبس القبعة الواقية
كي يخفف إصابتها عند
ارتطامهما بأي عائق في المنحدر ) !!
********************
-2- قتـلـتُ حبـيـبي !!
كان صديقي ..! و بعد فترة من صداقتنا أدركتُ أنني أحبـّه ،
وعقدتُ
العزم أن أ ُخبره بذلك . اغتنمتُ فرصة وجودنا في مخيـّم ٍ للشباب فاعترفتُ
له بحبـّي ! أعربَ عن موافقته و قـَبـِلَ أن يكون صديقي الحبيب .
و منذ ذلك الحين بدأ يعطيني في كل يوم دُمية دبّ ٍ صغير آخذ ُها و أنا
مسرورة
حتى تكرّرت الهديّـة لبضعة شهور فبدأتُ أشكّ أنّ وضع حُـبّنا غير سليم .
و ذات مساء بينما كنتُ ذاهبة مع والدتي إلى الحديقة ، رأيته مع فتاة أخرى
يتسكـّعان في طرقاتها فغضبتُ جدا ! و عند المساء كالعادة ، سمعتُ طرقـًا
على الباب و عندما فتحتـُه و جدتُ صديقي و بيده دمية دبّ جميل !
قلتُ له : ما ذا تعني بهذه التفاهات ؟ لا أريد هدايا ولكن قل لي (أحبك)
ولو مرة واحدة ..!
وضع الفتى الدبّ في يدي .. ثم انصرف !
أخذتُ الدبّ و وضعتـُه في الخزانة بجانب الدمى السابقة .
استمرّ الفتي بإعطائي الهدايا إلى أن طلب مني ذات يوم أن أقابله
عند موقف الباص القريب من بيتنا !
فرحَْتُ كثيرا .. و لكن عندما تقابلنا ، كان في يده دمية ُ دبّ ٍ كبير .
غضبتُ
لهذا التصرف.. أخذتُ الدمية من يده و ألقيتُ بها إلى منتصف الشارع !
ركض نحو الدمية.. و لكنّ إحدى الشاحنات
كانت أقرب إلى الدمية منه
فصدمتـه و دفعتْ به تحت عجلاتها ..
و عندما عدتُ إلى بيتنا ، و بعد مراسم دفن حبيبي ، أسرعتُ إلى الخزانة
و أخرجتُ كل الدّمى .. أعانقها باكية ً ثم أقبـّلها قائلة لكل دمية :
أحبّك!!
ثم بدأتُ بعدّها الواحدة تلو
الأخرى حتى وصل الرقم إلى 365 وهو رقم
دمية الدب الكبيرالذي عانقتـُه
طويلا ً لأجد بداخله هذه الكلمات :
(أنا أحبك ..أمس و اليوم و إلى الأبد ، و اليوم هو عيد حبنا السنوي الأول)
!
ألقيتُ بالدمية على الأرض و بكيتُ كثيرا بعد أن اكتشفتُ أنّ في كل دمية
رسالة مكتوب بها ( أنا أحبـّك) ! .
لقد قتلـتُ حبيبـي !!
***************