رجـاءُ جَـريـح
د. فـايـز أبـو الـكا س
أخْـتــاه ُجُــرْحِي نـازفٌ قاني الـدم ِ
رُحماك ِ إني أشتكـي هل ترحَمـي؟
جُـــرحي بليـغ ٌ غائــرٌ في أضـلـُعي
من ذا يداوي جُرحَ مَكلـوم ٍ ظمِي
العُــرْبُ حَولي أغـلقـُـــوا آذانــهـُم
أضحَـوْا بلا سَـمْـع ٍ ولا حتى فـَـم ِ
جُرحي بساجي الليل نادى أين هُمْ
يا ويحَهمْ صـارُوا عـبيـدَ الأنـْعُــم ِ
أخـْــتــاه ُ هـذي حالتـي فلتنـْظـُري
ضعفـي فإني في النـّـِزاع المُؤلـم ِ
أهلي لقد أ ُرغِـمْتُ قسْـــرًا ترْكـَهمْ
فـالـمَـدفـعُ الـرشــاشُ غــدارٌ عـَم ِ
بالنار و البــارود يسقيــنـا الــردى
حتى طيـورُ الغاب ِ راحتْ تحتمي
من هَول تلك النــار في أوكــارها
حاطـتْ بنـا النيـرانُ عَـدَّ الأنـْجُـم ِ
من قاذفـات ٍ راجمـــات ٍ من عـَل ٍ
و قـُنـْبـُل ٍ مثـْل الـغـُراب الأسْحـَـم ِ
يا هَولهـا حربٌ ضَروسٌ مـا درَتْ
أنـَّـا تـَحُط ّ ُ الرحـْلَ أ ُمّ ُ القشْـعَـم ِ*
إنـّي إليك ِ اليومَ أحْبـُو في الدُجى
من تحت ِ سِلك ٍ شائك ٍ في المَعـْلم ِ
إن لم أصِلْ نحو المَشـافي سالمًـا
أرجــوك ِلا تـَبـْكـي حَيـالَ المَـأ ْتـَم ِ
(*) أم قشعم هي أنثى الضبع التي ولاها ملك الغابة الحكم و القضاء أثناء غيابه .
اشتكت النعجة لها يوما لأن الذئب أكل ولدها و لكن الذئب و بمشورة
الثعلب رشاها بزوج من الإوز و جعلها تدين الخروف و تبرىء
الذئب . سمع ملك الغابة بالحكم الظالم عندما رجع فطلبها
لديوانه . هربت الضبع ولم يعرف أحد أين ألقتْ
أم قشعم رحلهـا .