الـكـل يشكـو….حتى المنســف !!
(فـا يـز ا بـو ا لـكـا س)
الجميد :
تسكبون الماء الساخن فوق رأسي بلا رحمة
حتى يكاد يحرقني . ولكن هل تعرفون لماذا
أتحمل و أصبر ؟ بعد قليل سوف تدلـُكُ
رأسي و تفركه أيد ٍ ناعمة ليبدأ قلبي بالذوبان
للمساتها كما يذوب قلب عاشق للمس أيدي حبيبه .
وكلما اشتد الضغط على رأسي كلما زاد نزف
دمي الأبيض الحامض الذي يستسيغ شربه
عشاقي . عجبا منكم يا عشاق المناسف !
هل يشرب العاشق دم محبوبه ؟
المرأة (المعـزّ بة ) :
أ َسكبُ الماء الحار عليك لأن رأسك يابس ، لا يلين إلا به. وتحتاج أيضا إلى فرك و دعك
لأنك عنيد . سوف تتلاشى بعد قليل وسوف تتناسخ روحك لتحل بروح سائل يسمى المريس ليضاف اليك الكركم لتغيير هيئتك كليا ، وسوف تغلى على نار هادئة . هنيئا لك فسوف يتساقط فيك اللحم حتى تصيبك التخمة .
خبز الشراك :
أنا المأكول المذموم . يضربون بي الأمثال بنفاقي وأنني ذو الوجهين . سامحهم اللـه فأنا فـِراش المنسف الذي يحفر الآكلون حـُفراً فيه كي يستخرجوني من قاعه مثل من يستخرج كنزا من باطن الأرض ، ثم يدحرجونني على شكل كرة مع قطعة لحم . يلتهمونني كما تلتهـم الجـِمال كتل خلطات الحبوب . ألا يكفيني تقلبي على جمر الصاج تـقـلب الولهان على فراشه ؟
اللحم :
مهلا يا أخي اللحام ! فلقد قطـّعت سـِكينـُك أوصالي . ألا يكفي سلقي بالقـِدر ثم وضعي في المريس الحار حتى أذوب ؟ ما بالكم تذيبون قلوب من تحبون يا ناس ؟ أنا النادر الثمين ! ما بالكم لا تتناولونني إلا إذا ذ ُبت ! تأكلوني حتى اذا ما شبعتم مني ألقيتم ببقاياي الى الكلاب وكأن اللحم لم يكن عشيقكم يوما ما !
الأرز :
حركيني سيدتي كيف شئتِ فإني أعشقُ التقليب في كفيك
ثم انقعيني واسلقيني ثم اغرفي سمن النعاج مقشـَّدا ً بيديك
وامسحي بأنامل اللطف وجهيَ كيلا أبدو عابسا في ناظريك
ثم استريني بلحم ٍمن ذوات الريش أو من ذوات الصوف لديك
· ضعيني سيدتي فوق الطاولة وبعدها خذ ي لي صورة تذكارية فإنني بعد قليل سأترك
هـذه الدنيا و أ صبح في خبر كان !
الصنوبر واللوز :
نحن أكثر مكونات المنسف صبرا ً على الظلم مع أننا الأطيب والأغلى . ولا ندري ياسيدتي لماذا يتحمل الشرفاء في شرع مناسفكم الأذى الأكبرو التعذيب بالزيت الحا ر مع أنهم زينة المناسف ؟
لا بأس ! ضعينا في الزيت وقلبينا حتى تحمر وجوهنا خجلا من واقعنا ومن التعب الذي أصابك طيلة النهـار ثم انثرينا على سطح المنسف !!!! (صحتين و عافية ! و اتـفظلوا عالميسـور...)
هذه القطعة الهادفة من الأدب الساخر مهداة لكل من أهداني شيئا من كتاباته ولكل كاتبات وكتاب و قارئات و قراء الرمثا نت مع التحية
وقد أغيب عنكم فترة ثم أعود بإذن اللـه.