الجمعة، 8 مارس 2013

تـقـاسيـم على مـقــام الـصـَبــا



 تـقـاسيـم على مـقــام الـصـَبــا
د. فـايـز أ بـو ا لـكا س























قـالـت ْ ...
 بــِدُلّ ٍ  :  يا أخي  ! 
ماذا جرى ؟
 يا عازفـًا  لـِلـعـُـود... أضناكَ الغـَرام ْ .
أمـَا كفى
 ترديدَ أنغام الصَـبـَا ؟
هذا الجَـوى... أوْلى بـه ِ
مَن كان يسـحقـُهُ النـّوى ،
مَن كان لا يَـخشـى المـَلاْ مْ .
قلتُ ...
انـْطـَوَى ...سِــرّي  بألحـان الوترْ .
 أما إذا سـِـرّي  تجلـّى أو ظـَهـَرْ ،
ستـَذهـَلُ  الوَرقاءُ في أغصانها  ،
و يصمتُ الشُـحرورُ في قلب الشجـَرْ.

قالت ...
(و غشـّـاها الأسـى) :
يا عازفَ العـود ِ الحزين ،  في ظل غصن الياسَميـن ،
  قد بـِتّ ُ يعنيني شَجاكْ .
فالبلبل الشادي ارتحلْ ،
من عـُشـّه ِ الباقي هـُناك ْ.

قلتُ ...
اسْـمـِـعـِـينـي   نـُصـحَك في عـِلـّـتي !
يـا جــارَتي  !
عُـودي غديــر ٌ من أثيـر ْ
حارتْ به الأنغام ُ
 ليلا ً و هـْي ما زالتْ تـَحيرْ .
إيقـاع ُ قلبي عازف ٌ
للعود لحنـًا جـامـحـًا
والعودُ يهـذي
 من أسَى اللحن ِ الأخيرْ .

قالت ...
نـَعم ! إسـْمعْ إذنْ :
يأس ٌ ...! و نـَزْرٌ من بَريقْ ،
والقـَش ّ ُ يعـْلـَـقـُه ُ الغريـق.
شـُدّ الوتـَرْ... ! و داعـِِب ِالريشة َحتى تنـْبري وَجـْدًا...
على وقـْع الخُطى ،
  فوق الذ ُرى ، من صخر ِ هاتيكَ الدروبْ .
 فالشمسُ تبكي كل  يوم ٍ عند ميـْلـِها للغـُروبْ .
ثم  اعز ِف ِاللحن َ  المعـَنـّى للشفـَق ْ !
مستعتـِـبـًا موتَ النهار و بـِدءَ ليـْل ٍ من أرَق ْ.

قـُلـتُ ...
اصْطـَـلـى  الهـَـيـْمان ُ من حُـمـّى الهوى
حتى عـَوى ،
كالذئـب ِ يجري هـائمـًا
فوق النـّـُـجُـود ْ .
 يا من عرفتـُـك ِ كالنـدى ،  فــوقَ المَـدى ،  نـُصـحـًا و  جُــود ْ.
قد طالت ِ الأيام ُواشـتــد ّ الكـَدرْ ...
يا للقـــدرْ !
ما مـِن مفـَر !
تـاه النسيم العذبُ عن ساحاتنـا  
وا حتارَ من شوق ٍ  لهـُم  نــَدّ ٌ و عـُـود ْ.
عُـودي أنا ...!
  عـُودي بـَكـَى ،  لحنـًا ...  عـَلا ،  صوتَ النعيـقْ .
 لحنـًا تهاوى في  الصـّـِـبا ، من قبل أن يـُنــْهي الطريق ْ...
  لحنـًا تكفـّـنَ بالسـّـرابْ .
مُـيَـمّــِمـًا شـطرَ اليـَبـابْ .
 معزوفة ً حـَرّى  اقـْتـَضَتَْ  ر ِفـْقَ البـَـنانْ ،
 تـُحْـيي  الهـَوى في يُـْـبـس ِ أعشاب ِ الجـِنـان .ْ
لحني ابـْتــَدا ....مثل الصدى
 في الأمس ِ عند الساقـِـيـَــة ْ .
سـُمـّارُهـا ، زُوّارُها ،
 بانـُوا ... و  ظـلـّت باقيــَة ْ!
 ترجيعُـها هـمـْـسُ الصبايـا  !  عينـُها  (الخـَضـْرا)  التي
صَبـّتْ دمـوع َ مياهـها  في نهـْرها الجاري المُطـِلْ .  
من مُقـلة ِالمحبوب ِ تـَجني أنجُمـًا ،
 مِن فـيـه ِ تـِريـاقُُ اللـّمـى  وردٌ  و  فـُلْ .
لا تبرَحيـني !  ... واسمَـعي
 يا جارتي ...من آلـتـي  
لحنَ الخلـود ْ.
لحنـًا أ ُعـاودُ عزفـَــهُ
يبكي لهُ
 رمْـل ُ اللـُحـودْ .
 عـُودي غـَـدَى.... سِـفــْرًا  رحـيـبَ الذكرياتْ
عـُودي...  نذرتُ الشــّـِعر َ  فيـه لـلـبـُكـا
 حتى اشتكى ،  من حـُزنـِه ِ كل ّ ُ الحـُداة ْ .
ليتَ الهـوى
ماكان يومـًا
واحـــة ً مسـحـورة ً
 يرتادُهـا ظبي ُ الفلاة ْ !