تـقـاسيـم على مـقــام الـصـَبــا
د. فـايـز أ بـو ا لـكا س
قـالـت ْ ...
بــِدُلّ ٍ : يا أخي !
ماذا جرى ؟
يا عازفـًا لـِلـعـُـود... أضناكَ الغـَرام ْ .
أمـَا كفى
ترديدَ أنغام الصَـبـَا ؟
هذا الجَـوى... أوْلى بـه ِ
مَن كان يسـحقـُهُ النـّوى ،
مَن كان لا يَـخشـى المـَلاْ مْ .
قلتُ ...
انـْطـَوَى ...سِــرّي بألحـان الوترْ .
أما إذا سـِـرّي تجلـّى أو ظـَهـَرْ ،
ستـَذهـَلُ الوَرقاءُ في أغصانها ،
و يصمتُ الشُـحرورُ في قلب الشجـَرْ.
قالت ...
(و غشـّـاها الأسـى) :
يا عازفَ العـود ِ الحزين ، في ظل غصن الياسَميـن ،
قد بـِتّ ُ يعنيني شَجاكْ .
فالبلبل الشادي ارتحلْ ،
من عـُشـّه ِ الباقي هـُناك ْ.
قلتُ ...
اسْـمـِـعـِـينـي نـُصـحَك في عـِلـّـتي !
يـا جــارَتي !
عُـودي غديــر ٌ من أثيـر ْ
حارتْ به الأنغام ُ
ليلا ً و هـْي ما زالتْ تـَحيرْ .
إيقـاع ُ قلبي عازف ٌ
للعود لحنـًا جـامـحـًا
والعودُ يهـذي
من أسَى اللحن ِ الأخيرْ .
قالت ...
نـَعم ! إسـْمعْ إذنْ :
يأس ٌ ...! و نـَزْرٌ من بَريقْ ،
والقـَش ّ ُ يعـْلـَـقـُه ُ الغريـق.
شـُدّ الوتـَرْ... ! و داعـِِب ِالريشة َحتى تنـْبري وَجـْدًا...
على وقـْع الخُطى ،
فوق الذ ُرى ، من صخر ِ هاتيكَ الدروبْ .
فالشمسُ تبكي كل يوم ٍ عند ميـْلـِها للغـُروبْ .
ثم اعز ِف ِاللحن َ المعـَنـّى للشفـَق ْ !
مستعتـِـبـًا موتَ النهار و بـِدءَ ليـْل ٍ من أرَق ْ.
قـُلـتُ ...
اصْطـَـلـى الهـَـيـْمان ُ من حُـمـّى الهوى
حتى عـَوى ،
كالذئـب ِ يجري هـائمـًا
فوق النـّـُـجُـود ْ .
يا من عرفتـُـك ِ كالنـدى ، فــوقَ المَـدى ، نـُصـحـًا و جُــود ْ.
قد طالت ِ الأيام ُواشـتــد ّ الكـَدرْ ...
يا للقـــدرْ !
ما مـِن مفـَر !
تـاه النسيم العذبُ عن ساحاتنـا
وا حتارَ من شوق ٍ لهـُم نــَدّ ٌ و عـُـود ْ.
عُـودي أنا ...!
عـُودي بـَكـَى ، لحنـًا ... عـَلا ، صوتَ النعيـقْ .
لحنـًا تهاوى في الصـّـِـبا ، من قبل أن يـُنــْهي الطريق ْ...
لحنـًا تكفـّـنَ بالسـّـرابْ .
مُـيَـمّــِمـًا شـطرَ اليـَبـابْ .
معزوفة ً حـَرّى اقـْتـَضَتَْ ر ِفـْقَ البـَـنانْ ،
تـُحْـيي الهـَوى في يُـْـبـس ِ أعشاب ِ الجـِنـان .ْ
لحني ابـْتــَدا ....مثل الصدى
في الأمس ِ عند الساقـِـيـَــة ْ .
سـُمـّارُهـا ، زُوّارُها ،
بانـُوا ... و ظـلـّت باقيــَة ْ!
ترجيعُـها هـمـْـسُ الصبايـا ! عينـُها (الخـَضـْرا) التي
صَبـّتْ دمـوع َ مياهـها في نهـْرها الجاري المُطـِلْ .
من مُقـلة ِالمحبوب ِ تـَجني أنجُمـًا ،
مِن فـيـه ِ تـِريـاقُُ اللـّمـى وردٌ و فـُلْ .
لا تبرَحيـني ! ... واسمَـعي
يا جارتي ...من آلـتـي
لحنَ الخلـود ْ.
لحنـًا أ ُعـاودُ عزفـَــهُ
يبكي لهُ
رمْـل ُ اللـُحـودْ .
عـُودي غـَـدَى.... سِـفــْرًا رحـيـبَ الذكرياتْ
عـُودي... نذرتُ الشــّـِعر َ فيـه لـلـبـُكـا
حتى اشتكى ، من حـُزنـِه ِ كل ّ ُ الحـُداة ْ .
ليتَ الهـوى
ماكان يومـًا
واحـــة ً مسـحـورة ً
يرتادُهـا ظبي ُ الفلاة ْ !