السبت، 29 يونيو 2013

أحنّ ُ إلى دمشـــق















أحنّ ُ إلى دمشـــق

دمشقَ الشـام ،
يا قـُرَّة َ العين و حاضرة الزمان .
يا دُرّة التـاج و روضة الرَّوْح ِ والرَّيـْحان !
لقد استعـَرَ في الحرب الأ ُوار ،
و ابتلاك ِالله بشيء من الخوف و الجـُوع ،
و نقص من الأنفس و الثمـار !  
ما ذا يقول الياسمين في ضبـَاب ٍ من البارود ؟
و ماذا ستـقولُ  عنـك ِ في حـلـَبَ  القـُـدود؟ 
كيف يَؤ ُول في برَدى الخـرير ،
إلى انفـِجـار ٍ  و زئيـر ٍ  وهدير ؟

هل مازال بائع السـّـُوس ِفي الحارات؟
هل ما زالت النوافذ ُ تنقـُلُ أخبـارَ الجارات ؟   
ما ذا حلَّ بكـُم  يا مُزارعي التفاح الزبَداني ،
و العنب الديراني ؟
هل ما زال بائعي التوت الشامي يقـِفون  في المرجـة  والميدان ؟
 غريبٌ أنتَ يازمــان!!
و أنتَ يا بائــعَ المازُوت ، ألم يجفل حصانـُك من أصوات ِ القـنابل ؟
هل ما زالت ِ الأخشابُ تـدعَـمُ أسقـُفَ الحـارات ِ و المَداخـِل ؟

لهفي عليك ِ يا أسواقَ الشـام الأبيـّة !
 يا سوق الهـال و الحميدية  !
يا مدحت باشا  و البزورية !
باللـه ِ عليكَ يا  سـُوقَ  الحريـر !
هل ما زال الحمــامُ في الأ ُمَوي يطير ؟
كيف أنت َالآن يا شارع الصالحيـَّة ؟
يا شـارع  التـَّكـيـَّة !
يا  أبا رمـّانة !
هل ما زالت ِ الأرصفة مساءً
بالصبايا مُـزدانة؟

يا رجال الشاغور ، يا أهل الـقنـَوات !!
يا كـُلَّ الصالحينِ من الأحيـاء والأموات !
أيـّتـها  المســاجد !
يا أولياءَ اللـه في شتـّى المـراقـِد !
يا زينبُ ، يا بلال ُ ،  يا صلاح الدين ، يا مـَعـْمـَدانُ ،  يا خالد !
الشام تأكـل بعضهـا ،
لـُحوم الإخـْوة فـوق الموائد ؟!

يا أهل دمشق الشام !
كم عانيتـُم من ظلم الغزاة على  الدَّوام !
كان حُكم فرنسا جائرًا  و كان الأتراكُ عُـتـاة !
و كان  الصليبيون و ما زالوا  جـُناة ! 
كان تاريخـُكم مجيدًا  و عيشـُكم رغيدًا و جارُكم سعيـدا ،
لمـاذا هذا  الاقـتـتال ؟
لتصبـحَ السـاحة ُ قيلا ً  و قـال !
إلى متى يا  أحبـّائي النـّـِزال ؟
إلى متى الوعـدُ و الوعيــد ،
و الكـُرهُ و الحقـْد ُ و التنكيل ُ و التشريد ؟
أليس بينكم رجـُلٌ رشــيد ؟!