أحنّ ُ إلى
دمشـــق
دمشقَ
الشـام ،
يا قـُرَّة
َ العين و حاضرة الزمان .
يا دُرّة
التـاج و روضة الرَّوْح ِ والرَّيـْحان !
لقد استعـَرَ
في الحرب الأ ُوار ،
و ابتلاك ِالله
بشيء من الخوف و الجـُوع ،
و نقص من
الأنفس و الثمـار !
ما ذا يقول
الياسمين في ضبـَاب ٍ من البارود ؟
و ماذا ستـقولُ
عنـك ِ في حـلـَبَ القـُـدود؟
كيف يَؤ
ُول في برَدى الخـرير ،
إلى انفـِجـار
ٍ و زئيـر ٍ وهدير ؟
هل مازال بائع
السـّـُوس ِفي الحارات؟
هل ما زالت
النوافذ ُ تنقـُلُ أخبـارَ الجارات ؟
ما ذا حلَّ
بكـُم يا مُزارعي التفاح الزبَداني ،
و العنب
الديراني ؟
هل ما زال
بائعي التوت الشامي يقـِفون في المرجـة والميدان ؟
غريبٌ أنتَ يازمــان!!
و أنتَ يا
بائــعَ المازُوت ، ألم يجفل حصانـُك من أصوات ِ القـنابل ؟
هل ما زالت
ِ الأخشابُ تـدعَـمُ أسقـُفَ الحـارات ِ و المَداخـِل ؟
لهفي عليك ِ
يا أسواقَ الشـام الأبيـّة !
يا سوق الهـال و الحميدية !
يا مدحت
باشا و البزورية !
باللـه ِ
عليكَ يا سـُوقَ الحريـر !
هل ما زال
الحمــامُ في الأ ُمَوي يطير ؟
كيف أنت
َالآن يا شارع الصالحيـَّة ؟
يا شـارع التـَّكـيـَّة !
يا أبا رمـّانة !
هل ما زالت
ِ الأرصفة مساءً
بالصبايا
مُـزدانة؟
يا رجال الشاغور
، يا أهل الـقنـَوات !!
يا كـُلَّ
الصالحينِ من الأحيـاء والأموات !
أيـّتـها المســاجد !
يا أولياءَ
اللـه في شتـّى المـراقـِد !
يا زينبُ ،
يا بلال ُ ، يا صلاح الدين ، يا مـَعـْمـَدانُ
، يا خالد !
الشام
تأكـل بعضهـا ،
لـُحوم
الإخـْوة فـوق الموائد ؟!
يا أهل
دمشق الشام !
كم عانيتـُم
من ظلم الغزاة على الدَّوام !
كان حُكم
فرنسا جائرًا و كان الأتراكُ عُـتـاة !
و كان الصليبيون و ما زالوا جـُناة !
كان تاريخـُكم
مجيدًا و عيشـُكم رغيدًا و جارُكم سعيـدا
،
لمـاذا هذا
الاقـتـتال ؟
لتصبـحَ
السـاحة ُ قيلا ً و قـال !
إلى متى يا
أحبـّائي النـّـِزال ؟
إلى متى
الوعـدُ و الوعيــد ،
و الكـُرهُ
و الحقـْد ُ و التنكيل ُ و التشريد ؟
أليس بينكم
رجـُلٌ رشــيد ؟!