السبت، 1 يونيو 2013

الصبر


الصبر

د. فايز أبوالكاس
 





















سقيــتُ الصبْــرَ من دمعــي و طـَـافـــا
فـقــال  الصبرُ :  أحـتــاجُ  الجفـــَـافــا

ولـَــوْحُ   الصبر لا  يـُــــرْوَى   بمــاء ٍ
عن الأمْـــواه ِ قد   أبــدى  اعتـكـافـــا

يُـرى و المــاءُ   ضِـــدّان   بــأرض ٍ
لـِـمـاء  العيــن ِ لا يرضى   ائـتـِلافــا

ألا  يا صبـرُ مــا  هــذا   التـَّجَــــنـّـِي
مــآقــي الدمــع ِ لا  تسلـُـو الذ ّرافــا !

و إنـّـِي  الــوالـِـهُ  المحْـمــوم ُ   حتى
أديــمَ  الأرض أسقيـْـتُ   اشتـِفـافـــــا

تقبـَّــلْ حـِيــرَتي وانـْهـَــلْ  دُمـُـوعـي
سَلكـْـتُ الحـُـزنَ  دربـًا واحتــرافـــا

أ َلـِـنْ جَـنبـَيـْـــكَ و اسمَعـني  قليـــلا ً
فعنـْـكَ النــَّاسُ قـد وَلـّـُـوا انصـرافــا

كسَــاكَ الشـوْكُ !  و الأشواكُ ضُــر ٌ
ولـَم تـُطعـِــمْ  نـِــعـاجًا  أو خـِــرافـا

و مـا فرَّجـتَ في الأزْمـات ِ كـَرْبـًـا
وَعـَـدْتَ النــاسَ أحلامًــا ضِعـافـَــا

بـِـأنّ الصّـُـبـحَ  قـد يــأتي قـريبـًـــا
وأنّ الليــلَ   يعـتـــادُ  انصرافــَـــا

فـَـراحَ العُـمْــرُ أوهــــامـًا بقــول ٍ :
(ألا يكــفيــكَ أن تبـقى مُعـافـى) ؟!

فــرَدَّ الصبْـرُ: مهْــــلا ً يا رفيقـي !
أنــا مِن قبـْلُ قد عِـشـْـتُ الكـَفافــَا

أنــا الظمـآنُ في صحراء ِعُمـري
ينــالُُ الصبرُ من صبري جُزافـَا

فصبرًا في ختــام القـول و انظـُرْ
ثِــماري كيف تحتـــاجُ القطـافــا

يُحيـــط ُ الشـَّـوكُ أثمــاري ولكن
بـِطيب ِ القلـب ِِ لا تلقى اختلافــا