الأحد، 2 يونيو 2013

الكتكوت الشقي









الكتكوت الشقي


كان  لجدتي ديكٌ   و  دجاجتان تبيضان في كل يوم بيضتين تأكل جدتي واحدة 
و تحفظ الثانية في سلة معلقة تحت الدالية . و عندما تأتي عمتي  فطوم في نهاية كل أسبوع لزيارة أمها كانت جدتي تعمل لابنتها فطوم قالبا من العجـة المحشو بالزيتون الأسود احتفاءً بقدومها .

و بعد فترة انقطعت إحدى الدجاجات عن وضع البيض لمدة وجيزة.
 ظنـَّت جدتي أن الدجاجة  مريضة أو أنها تأخذ فيها فترة من الراحة.

ثم لم تلبث أن افتقدت جدتي هذه الدجاجة فظنـَّت أن الثعلب الماكر قد
اختطفها ليلا من القن . ما العمل إذن و جدتي لا تملك إلا بيضة واحدة في كل يوم ؟ لم يتبقَّ لجدتي شيء من البيض تصنع به قالب العجـة !استبدلت جدتي العجـة بصنع كعكة من التمرلابنتها  كل أسبوع .

و مرت ستة أسابيع حزنت جدتي فيهاعلى ضياع دجاجتها . ولكن
يا لفرحتها في صباح يوم جميل !! لقد ظهرت الدجاجة الغائبة و ظهروراءها أحد عشر كتكوتا جميلا . كانت الكتاكيت تركض وراء أمها وهي تزقزق فرحة كلما نادتها أمها لتناول حبات القمح  أو بعض الغذاء.

لقد كانت اختفت الدجاجة تحت لوح خشبي قديم في نهاية الحاكورة
تضع بيضها هناك حتى تجمّع ، و بعد ذلك رقدت عليه مدة ثلاثة أسابيع و فقس معظم البيض كتاكيتا .

كانت الكتاكيت ترقد تحت جناحي أمها عند القيلولة إلا كتكوتا واحدا
كان ينفرد بنفسه و لا يدع لإخوته مجالا لتناول الطعام فقد كان يستأثربكل حبة قمح تجدها الدجاجة الأم لفراخها.
و بينما كانت العائلة تستريح في ظل شجرة الرمان ،  وكانت الأم تغفو و هي تحضن كتاكيتها ، كان الكتكوت الشقي يقف على ظهر أمه مرة و يسرح في الساحة مرة أخرى حتى حط َّ الغراب فوق شجرة الرمان. لم تنتبه الدجاجة لهذا الزائر الغريب ..
رأى الغراب الكتكوت الشقي منفردا فهبط و تناوله بمنقاره و طار به
إلى عشه بينما كان الكتكوت يصرخ و أمه لا تستطيع أن تنقذه ..

نجت الكتاكيت الباقية من الغراب المفترس لأنها احتمت تحت جناحي  أمها و لم تنفرد بتصرفاتها  ..