أيها الراقدون الآن في أيدي المَـنـُون
في مكان ٍ بلا زمان
في عناقيد الضيـاء
غصنٌ تمايل وانحنى
قبل الأوان !
قـَبـَّل الأرض..و ارتمى
فأمطره ماءُ السماء
أطلق في الأرض أوراقا
حـنـَّت إليه الشمس..
أزهر..! ثم أثمر بالذكرى !
وما أعذب الذكرى !
يامن سكنتم في المُحال
و فيكم ُاحتار السؤال
يا مَن حبـَيـتم ما سلف
عهـدَ إخلاص ٍ و صـِدق ٍ و تفان ٍ و انتمـاء
حين غنـّى الطيرُ.. ألحـانَ المسَـاء ..
حين كان النهـرُ .. للحـَوْر ِ رُواء ،
و الزهـرُ في خَصْـر ِ الرّ
ُبا ،
يا أجمل الأسمـاء
الصدقُ ملحُ الغربـاء
والحـُبّ ُ دأبُ الأوفيـَاء .
كانت ِ الأحلامُ رمزًا للوداد
..
و الرُؤى تاهـَتْ و أرسَتْ في الفـُؤاد .
طيفَ سـرْب ٍ من وُعود
و أمان ٍ و عـُهـود
و طيورُ الشـَّوكِ كانت
في المدى خيـر الشُـهود ..
ثم أغشى اللـيـلُ ألـوانَ
الضيـاء
و اكتسى الزهر لباس البؤساء
و جرى النهر إلى البحر وغاب
بُـحَّ صوتُ الطيـر شوقـًا
واعتلى صوتُ الغــراب
يا رؤى الأيام مهلا في الزوال
يا وُعودا ..
يا عُهودا ..
يا وفـاء !
إنما الدنيا سويعاتٌ و مَن
أوسَـعَ الآمال فيها قد أسـاء