د. فايز أبو الـكا س
يا شـَهر الحِـيـرة ِ يا كانون
في بـَرْد ِكَ تـَجْمـُـدُ الكلماتُ
و يثورُ في الصـدرالحنين .
تـَحْـتمي بعبائـتك الرَّمادية
ثمَّ تغفو..
و تتركـُني على حافة الظـُلمة
لألجـُمَ البـَوْحَ .. و أ ُخـْفـِي
شـهْـقـَة َ الأنين .
ليْـلـُـكَ الطويــلُ يـُسافـِرُ بي
يـأخُـذنـي بيـن ذراعيه ،
كالرَّهيــن ..
فـأغدو كأوراق الخـريف
أطـِـيرُ مع ريـح الشّمــال
إلى السّـُكون ..!
إلى بيوت ٍ مـُحْـكـَمة ِِ الأبواب
ينعـَقُ على جـُدرانـِها الغـُراب
و القمـَرُ تحتَ أحجارها دَفينْ .
أ تـَسمَع ُ ما أسمـَعُ يا كانون ؟
ها هُم الغجَـرُ قـادمون !!
كالحقيـقـة ِ غامـِضون !!
كالجـُند يَهـْرَعـُون
كالغيم يُسـرعـُون
البَـرقُ في سنابـِك ِ خـَيـْلهم
و بصـَرْخاتـِهم الرّ ُعود
عيونهم السوداء
تمتلىءُ بالوُعود .
ياصاحبَ الذكرى .. و راعيَ الليـل !
أ َخبـِرني عن بُوهيميــا ،
عن ( سَـلمى ) .. و السـَّفـَـر ِ
إلى البعيـد
أ ُحبّ ُ سماع َ حكـايـاتك
أ ُصغـِي إليكَ كشهْـرَيـار
أنتظـرُ من وجهـَك المُجـعـّد
أن ْ يكشـِفَ الأسـرار
عن ( شـُهود الزمـان ) ،
و أسطورة ِالفـُرسـان .
كانونُ يا شـهرَ الأحزان !
إنـّي بحـِضـنـِكَ كالمَخطـوف
ألقـَى به ِ الغجـرُ طفلا ً..
على لـُحـون ِ النـَّاي و الدّ ُفوف !
أ َمْـتهـِـنُ النـَّوْحَ ..و أعزفُ
على الشـوق ِ ألحـان َ الكمـان
للعـِقـْد ِ .. للـخِـلخـال
للوشـْم ِ في الجبيـن ِ
للـحـُبّ ِ و الجَمــال
للتـيـه ِ في الشـّـِراع
لـِلـْـقـِرْط ِ في الآذان
لسـاعة ِ الوَداع .
كان لي فيك يا كانونُ حكـاية
نـَهـْـلـُها حُـلـْوُ المَـذاق ..
و العَـلـْقمُ في طـَعم الثـُمالة
أذرفُ الدمعَ من جـُرحي
و أ ُسافرُ في بحر الأوهــام
شراعي تدفعُـها الريـحُ
نحو المسـاكن و الخـِيـام
فلا أجد في الشواطيء ِ
غير السَّراب ِ .. و الضـَّباب ِ
و وَطـْـأة ِ الآلام .
و في شِـتائـك الطويل
سيبـدأ ُ الغجـَرُ الرَّحيل
عبـْر فـَيـافي القمـْح ِ و
السَّـنابل
و المـاء ِ في الجـداول
بأغا نيهم التي لا تنتهي
للقــادم ِ المجهول .
و أنا هـُنا..
أنتظرُ فيكَ عودتـَهم
فلقد كتبتُ ٍ لهم ألف قصيدة
يُغنـّونها لـِلـَّيـْل ِ .. للحـُقول
للحـُبّ ِ .. لرَقـْصـة ِالأغصـان
لـِثـَوب ٍ غـجـَريّ ٍ
مُزرْكش ِ الألـوان
للحـَبْـل ِ .. للأوتـاد
في ساعة الوُصـول .
خـُذني إليـْهم يا كانون
فاليـأس بـِـليْـلـِـكَ .. يغمُرُني
و بـِعَصْف ِ ريـحـِكَ
يحْـمـِلني
إلى البعيد ..
أعـُوم فوق خشـَبـَة
أتشبـّثُ بالقـشّ ِ العـائم ..
بالمـَوج ِ .. بالصخـور
منتظرا عـَودتـَهم
كي أ ُكـمـِلََ السـّـُطور !!