عـيـد سَـعـيـد ؟
د. فـا يـز ا بـو ا لـكا س
و جاءَ الأضْحى بالبـِشـْـر ِ : و في أيّامِه العـَشْــر ِ
سـخـاءُ الكافِ والنون ِ
يعيشُ الناسُ في بهـجَـة ْ : فهـُم في شهـر ذي الحـِجّـة ْ
و نـَفـْحَـات ِ الرياحين ِ
ذكـَرْتُ اللـه َ محتاجـًا : مع الحـُجـّاج أفـْواجًا
لـِــبَـيْتِ اللـه ِ والد ِّين ِ
فـخَـانتـْني شِـغافُ القلـب ِ : مشـغولا ً بذ ِكـْر ِالصَّحـْب ِ
حُـور ٍ في الد ُّنا عِـيـن ِ
ولـمّا غابوا قـد جَـفـَّتْ : غصونُ اللوز ِ و اصطفـّتْ
جـِراحي بالمَلايـيـن ِ
بَـكاهُم في الدُّجى حَـوْرُ : و ناحَ الزهـرُ والنــَّوْرُ
و شـَوك ٌ في العـَراجـين ِ
و أبـْـقـُوا العـيـدَ لي وحـدي : سـئمـت ُ العيدَ من وَجْـدي
فـَمن في العيد يـُشجيني ،
بـِدَقِّ القـهـوة ِالسَّـمْرا : وطـَحـْن ِ القـِرفـَةِ الحمْرا
و هَـيـْل ٍ في الفناجين ِ ؟
ومن يستقبـلُ الضَيـْفَ : بـِظـِلّ ٍ يـُشبـهُ الطـََيـفَ
و مَـنْ في العيد يَسقيني ،
شرابَ التوتِ والزعترْ : و شـاي ََ النعنع ِالأخضرْ
ومن في العيد يـَكفيني ،
بصُنع الكعكِ والحَلوى : وصُنع المن ّو السلوى
و خـُبز ٍ للمساكـيـن ِ ؟
أراهُـم في مدى البـال ِ : بـِـحُـسْـن ِ الثــَّوبِ والشـَّال ِ
و أرْيـاش ِ الـحـساسيـن ِ
أ َعُـد ُّ الشهـرَ أيـّامـًا : وأقضي العُمْرَ أحلامـًا
فـأ ُشقـيـه ِ و يـُـشقينـي
وأطفالٌ بَـكـَوْا سـِرًّا : و منهم من بكى جَـهـْرًا
بـُكاء ُ الطـفل ِ يـُبكينـي
أ ُنادي الجَدْول َ الصـافي : بحُزن ٍهل أتى الجـافي
بعـِطـْـر ٍ للبساتيـن ِ ؟
يَـرُدُّ القلـبُ مـوجوعًـا : بفـَقـْدِ الخِـل ِّ مفجوعًـا
هَلمُّـوا فـَلـْتـُغيثـوني !
فإنْ تـَخـْفى تـَبــاريـحي : فدمعـي يُبدي تـَجـريحـي
أ ُداريه ِ فـيـُرديـني
سأبـقى ناطـِر ًا دربـي : و أرجو حاديَ الرَّكـْب ِ
لعلّ الحاد ِي يـُنـْبــيني
عن الأحباب ِهل عادوا : لِـكـَعـْك ِ العيد ، قد كادوا
بـيـوم العـيـد يـَنسـوني
فـكم من عـِلـّة ٍ جَـابـُوا : لجَفن ِالعَـين مـُذ ْ غابـُوا
و بين الحين ِ والحين ِ
أنا يا عـيـدُ أ ُهديـهم : دموعي هل أ ُكـافـيهم
فهل بالعـيد يُـهدوني ؟
بشيء ٍ من عطاياهُم : وكانتْ من سـجاياهـُم
طِـباعُ العطف ِ واللـِّيـن ِ
كـرهـْتُ العيـدَ لولاهُـم : بـِصَـمـْت ِ القبر ِ ألقاهـُم
بأحـزاني و يـَلقـوني
سأ َسْـقـِي قبـْرَهـُم دمعـي : وأ ُذ ْكِي من دمِي شَمعي
فـقـد كانـوا يُـحبـّوني
أباتُ الليل مـهمومًا: و أهذي شـِعـري محمومًـا
بسـُم ّ ٍ للثعـابيـن ِ
سأبـْنـِي قـُربـَهم قبري : لتـدنو ساعة ُ الصفـر
و تـجـري في شـراييـني
دماءٌ ُ سـوف َ أ ُهديـها : لرب ِّ ا لنـاس ِ بـاريـهـا
فـَشَــوقي كـاد َ يـُضنيني
عـلاجي لم يـُفـِد ْ جـُرحـي : و مَـل َّ النـاس ُ من شـرحي
فـَكيفَ الشكـْوى تـُبرينـي !
ِ