الجمعة، 8 مارس 2013

و مـرّت ثمـانية شهـور وعشرة أيـام




                                                           
                             
إلى كل أم قضت أثناء تأدية رسالتهـا .
إلى كل زوجة اختطفهـا الموت دون
 أن يسمح لها بلحظة وداع .

 (فـا يـز ا بـو ا لـكـا س)
من 1/7__10/3
--------------------------------------------
(و مـرّت ثمـانية شهـور  
وعشرة أيـام)
                                      
 سـِتـّة ُ آلافِ  ساعة ْ
مـللـْت ُ فيها الإنتظارْ
لبست ُ ثوبَ الإنكسارْ
سـِتـّة ُ  آلافِ  ساعة ْ
ما أشرقَـَتْ  شمسيَ  فيهـا
ولا سرّني نـُور النهار ْ
الروح ُ تـشكو السقـَم َ
والقلب ُ يحـرقـُه الأ ُوارْ

ما لـِديك ِ الصُبح ِ لا يـُعلي الأذانْ
ما لـِنور ِ الفجْـر قد أخفى الجـُمانْ
أ َعشى رحيـلـُكِ  في عيني الضياءْ
سِـتـّة ُ آلا ف ساعة ْ
 كانت قصائدَ   للرثاءْ
بحروفـها  بـُح  ّ البكـاءْ
أ ُكفكِـفُ دمعيَ في العيونْ
من خبط ِ عشواء  المـَنون

سألـْت ُ عنـك ِ العائدين َ
 من َ الأسفارْ
إلى الـمدائن ِ ...و القافلين َ
من القـِفـارْ .
سألتُ عنك ِ العائدين
 من الـحـجـيج ِ
 إلى المساكن ِ ... والعائدات ِ
من ِ اعتـمار ْ .
 فلـَمْ  أراك ِ بينـهـُمْ
أظلمَـتْ شمسُ النهـارْ .
 لملمـْتُ دمعَ  المـُقــَل ِ
وما بقي من أمل ِ
ثم سرتُ خائبا ً
نحـو المقابر ِ
 سا ئلا ً... أهـلَ الديـارْ  .

أرجو اقترابَ رجوعـك ِ
لتـُنير َ ليلـِي  شمـوعُـك ِ
كذبَ الدَعي ّ ُ إذا ادّعى :
لن ترجـِعي !
 فالـجرحُ  يرقـُد  ها هـُنـا
في أضلـُعي...
 والدمع ُ يـجري  أنـْهـُرا ً
  في مضجعي .

أ َمتطي ظـَهرَ السرابْ ،
أرجو حبـّاتِ الترابْ  ،
أن تعودي إلى الرفيق ِ
كسالف ِ العهد ِ رفيقة ْ .
 يا توأمَ  الروح  غـَدَوْت ِ
في البال أطيافا ً رقيقة ْ.
سـِتـّة ُ آلاف ساعة
 لم أهـجُـر ِ الدمعَ  دقيقة ْ .
لماذا يا شجَن َالحروف
صرت ِ أوهـام َ الحقيقـة ْ ؟

يا حُـز ْني َ !  يا وجَع الكلام !
 لا تجعليني يائسا ً...
 لا تتركيـني حائـراً...
يتيـما ً هام َ بوسـْط زحـام ْ .
هـل ترجعي لـتـُنقـذي
صبـّا ً تمزقه ُ السـِهـام ؟

ما عادت ِ الحمائم ُ
 تهـجَع ُ ليلا ً في الأبراج ْ
ولا صفيرُ العندليب ِ
يأتي من عُـبّ  ِ السياج ْ .
كعـْـبـُك ِ   العالي توقف
عن عزف  إ يقاع  الأدراج ْ .
أزهار شُرفتك ِ ما عادت نديـّة ْ !
ولا طـَلـّتْ وُرودكِ زهوا ً
من فوق حـِضن ِ المزهريـّة ْ !

هـَـزارُ الروض ِ يسألنـُي
عن قرنفلـة ِ الزمانْ ...
عن زُهـيرَةِ أقـحوانْ
عن العفيفة ِ  العـَنودْ ...
عن داليـة ٍكانت ...حلوة َ العُنقودْ
عن يمـامةِ الأيـْك ِالتي غابتْ
أ َ بـَعـْدَ هذا الغياب تعودْ ؟؟

فأجبتـُهُ : ياصاحبَ الوتـَر ِ الحزينْ !
سـِتـّة ُ آلاف ساعة
 مرّتْ كألف ٍ من  سنينْ
 أبحثُ عن بـَصـَري المفقودْ
أسألُ عن أمـَلي المنشودْ .
أشكو هـَمي  للثـُريـّا
 نـجومُ الصـُبح ِ عليّ  شهـودْ .
 رجائي تعودُ  كما كانت
فهـل مـَن  يموت ُ يعود ْ ؟!!
 
الحـزن ُ عَـرّى شـِكايتي
طالتْ شجونُ حِكـايتي
زاد َ من حـَولي المَـلام ْ
سـِتـّة ُ آلاف ساعة...
و الشوقُ يحرمـُني  المَنـامْ
أدركـْتُ أني تالفٌ ،
والقلبُ في صدري حُطـام ْ...

كنتُ أملكُ شمعة ً لم أضو ِها
كنتُ أملكُ وردة ً لم أرو ِها .
كنتُ أملكُ ماسـة ًْ
حسبتـُها من الزجاج ْ .
ندمتُ بعد فـقدها
بكيتُ بالدمع الأ ُجاج ْ .
كنت أحسبُ أنها
سوف تعيشُ للأبد ْ
لم أدر ِ  أن ّعُمرَها
في اللوح ِ محـدودُ الأمَـد ْ.

ماذا أقول الآنَ ،
بعد أن فات الأوانْ ؟
يا لـَصبْري و غـُربتي...يا للهـوانْ !
أتوجـّع كالناي المخنوق
سحقتـْه القدم ُ الملعونة ْ.
خطفـَتْ منه قوافيـَهُ
سلبـَتْ من فمه لـُحونـَه ْ.

سأرثي حـَنـانك ِ طولَ المدى
فأنت ِ لزهر ِ حياتي  ندى !
و أنت ِ بـأ ُ فـْـق ِ  خيـالـيِ غـَرام ْ
على حين ِ غدر ٍ   سباك ِ الردى !
غدوت ِ المُحالَ  و صِـرت ِ الصدى .   
أ ُكلـّم ُ روحـَك ِ عند الطعام ،
وأ َسمعُ صوتك ِ حين َ المنام .
أ كنتِ  صحيح ٌهـنا  بيننا  ؟؟ !
أم أنت ِ في الخاطر ِ  أحـلام ْ ؟
 
مصحفـُك ِ...دفاترُك ِ
غـُرفتـُك ِ ...خَـزانتـُك ِ
صُوَرُك ِ  فوق الحيطانْ .
أمشاطـُك ِ ...حقيبة ُ يدك ِ
إ بـَرُكِ ...و كـُبـّة ُ الخيطانْ .
أساورُك...زجاجة ُ عطرك ِ
صارتْ  لنـَوحيَ عنوانْ

يا أيها الموتُ الجبـّارُ... لماذا أتيتْ ؟
لماذا كسرت َعمودَ البيت ْ ؟
جئت َ كـَـلـِصّ ٍ في الظلام ْ
 أعـَرفـْتَ أن َّ الأهل نِـيام ْ ؟ !
 مشيـْتَ مـِشية َ الصَيـّادْ
لتـَقتـلَ الأم َّ... لتـُنهي
 بهـجة َ الأولادْ !

لـِم َ يا هادم َ اللذ ّاتْ ،
لا تحزن لقول الناس... فلان ٌ مات ْ ؟
هل كنت تدري ما معنى فلان ٌ ماتْ ؟
أ ُنظرْ بعيون الأطفال ِ ،       
إسمعْ ترديدَ الآهات ْ!
لن تظفـُرَ سلوى جدائلـَها
لن يلبس َ أحمد ُ ثوب العيد.
ضاق الكونُ...اسودَّ ّاللونُ
تاهتْ في الأفـْق ِ الطرقاتْ .
آه ٍ ياموتُ ! متى ستموتْ !!!!؟
لتـُحمل َ في نفـْس ِ التابوتْ .    

أ َجـِبـْني يا موتُ ! لماذا قضـيـْت َ
أن يـَدفـِن  َالأحـباب ُ  الأحبابْ ؟
أنا من حمَـلها...أنا من دفـَنـَها
أنا من  وارى عينيها الترابْ !                           
لا  حَـق ّ ليَ  في الوجودْ...
أنا الذي خنـت ُ العـهـودْ ... !
 أخللتُ في شـرَف ِ الوُعودْ .
أ ُحْكـُم ْ يا  موت ُ فإ نـّي  مـُدانْ
إني مـُدانْ ...
مـُدان ٌ في جـُرْم ٍ مشهودْ .
يا لـَيلايَ ...!   يا عـَبْلايََْ!
يا بلقيس ُ و يا لـُبنايْ !
تـَبـّّتْ   يداي َ  لقسـْوتي ،
تـبـّّتْ يـداي ْ....