الجمعة، 8 مارس 2013

شجرة اللوز..




شجرة اللوز..
   
د. فـايز ابـو الـكا س
























و عاد زهرُ اللوز من جديد بلونه الأبيض الناصع وعطره الفوّاح .. يكسو
 بعفـّـتهِ الأغصـانَ التي صبَرَتْ على بـرْد كانـون فأهداهــا من ثلجه السّـِحْـر
 و اللون . ما أعظـم وفاءك ِ ياشجـرة اللوز ! لا تـُخلفيـن بوعـدك ِ على مـرّ
العصور. تشيـّعين في كل عام شهرشباط ؛  وتحتفليـن بميـلاد آذار.

 يا شجرة الطـّـُهر القديمة !
 حفرْتُ على جذعك ِ هذا
تاريخَ الذكريات 
و تركتُ عنده  
دافىء الهمس من الكلمات ،
يا كاتمة الأسرار
 و الحكايات!
 تمرّ السِنونُ و لا تفتـُرين..
 بزهر ٍ و عـِطر ٍ وظـِلّ ٍ  ظليل   ،
 وبين غصونك  
 يحلو الهديل ..
وتحت نجومك يحلو السهر .
سـأبعثُ فـِيك ِ شجـونَ الحديثِ
كـما عاشـقيـْن بضوء القمر !

و تمضين يا شجرة الدُرّ ِ  بتوزيع ابتساماتك المُشرقة و شذاك البهيـج لكل
من يمر بقربك من المتنزهين و عشاق الجَمال .. فهذه فتاة ٌ تقطف زهرتين
وتضعهما تشكيلـة على طـرف جبينـها .. و ثانيـة تقـف  تحت الأغصــان
 لأخذ صورة تذكـارية ، و عائلة تجلس لتنـاول طعام الغداء تحت  مظلتـك
 البيضاء الناصعة  ، وصبيّ ٌ يبحث بين أزهارك ِعن  ثمرة لم يكتمل نموها
 بعد .. الدنيا كلها في عرس ..تملأ أطرافـَها بهجة ُ الربيـع و شمسُه الدافئة .
ما أعظم إيثارك  يا شجرة اللوز !!
جذعُك ِ القديم  بائسٌ حزين ؛ و غُصنـُك ِ بإسعاد الناس رهين !!


هاهي الفراشات مختلفة الألوان و الأشكال ترفّ ُ حولك برقيق ِ أجنحتها ،
 وتنقـش على قميصـك  الأبيـض ألـوان  الربيـع و توشّي جدائلـك ِ بألوان
 الطيف ، فتجعل  من كل جديلة  قوسًا سمـاويا زاهيًـا ..  كم هي جميـلة
  أسـراب النحل عندما  تدغدغ أزهـارك و  تـُوشوشُ بطنينـها أغصانك
 التي صحَت من سُباتها الشتائي .. تأتي هذه الأسراب خفيفة ًبغـُدوّها ثمّ
 ترحل مثقلة ً برحيق زهرك العذب .
يا عروس النهـار ،
تتلألأ  سماؤك بطيور الوَروار، 
و تموج  بِغنـاء الزُرزور و الخُضـَّار،
  فتفرحين..  
و لكن يأبى  الباشقُ إلا  تفريق الجماعات
و إسكات ِالغنـاء .
يا له من خاطف ٍ للفرح ،
و هادم ٍ لصرح ِ الصفاء !!

                           ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛